يوميات الحجر 2

بدأ الصباح بمائدة عائلية، كان نشيطاً لدرجة أن أمي أكثرت من وضع الفلفل على صحن الفول، فغضب أبي قليلاً، ثم مد خبزته نحو صحن الفول! 
راديو يشاركنا الاجتماع الصباحي، تتبادل العائلة الآراء حول فايروس كورونا، الفايروس الذي سطى على مخيمنا وتم حجرنا بسببه.. 
أمسك هاتفي، أطالع اعمالي التي أهملتها بالأمس بسبب أشعار بسام حجار الذي عرفته على الفور بأنه صديق الأشياء.
يظهر لي اشعار من صديقة تُحاكي قلبي، منى المصدر والتي علي أن أقول هنا، لم نحصل على فرصة حقيقية واحدة لنضع قلبينا على الطاولة، كنا نتقابل وايدينا خلفنا ونغادر متأملين في فرصة أفضل.
منى تصنع من الاشياء حولها شعر، تحارب به الرتابة التي اعتدناها، لم تعتدها وحدها، فهنا غزة.
تحول منى صباحي إلى شعر، لا انتظر، اباشر بالقراءة، أعلق في قلبي الاقتباسات كلما أخذت سكرين شوت لاقتباس يرهبني اكثر من أن يعجبني.
الشعر لم يكتب ليُعجبك، بل ليرهبك، ليطاردك في سراديب الذاكرة وأنهار القلب، ليغتالك.
أنهي الكتاب وأنا اعلم ان لدى منى ما هو أقوى، لكنها حبيسة شيء ما ندركه وننكره، أدعو لها أن تتحرر من كل شيء لتكتب لنا لنُحلق كأصدقاء، كقراء.
أصنع مشروب الزهورات والعسل لي ولأبي وأخطط ليومي بكل عشوائية.
اليوم يشق طريقه، الليل يتوعد، سؤال واحد يُلاحقني الآن: إلى أين يُغادر الصباح؟ 

Post a Comment

أحدث أقدم