صار لدينا قوام درامي، هذا تعبير شامل لما رأيته من المسلسل السوري الدرامي مسافة أمان.
الدراما الناجحة هي التي تُغير المشاهد، تؤثر عليه، وفيه بالأكثر، لا تُنفره حدة الدراما كما اعتدنا على السوابق، بل تجذبه وتُثير في نفسه الكثير من الأسئلة.
هذا المسلسل أثار في نفسي رعباً حقيقياً من الحرب وما تخلفه من ويلات وآهات، وما تكشفه من أصناف البشر.
أنا مع أن الحرب وما حدث في سوريا لا تكفي له شاشة تلفاز لتعرضه، وتحاول أن تنقله، ومهما وظف الفن فتبقى صرخة الأم أعلى وأقسى وتجرح حناجرنا، ويبقى البحر أمامنا قاتلاً، والحدود لعنة، واللجوء جهنم كبرى.
لكني بكيت وأنا أشاهد هذا المسلسل، وصرخت وعذرت المذنبين ولعنت السياسة وتشكلت لدي فوبيا الحرب نهاية!
أما عن النص فهو جرح كبير، عن كل الذين عانوا، كاعصار يجرف كل من يسمع شرحه.
ترابط الأحداث يجعلك ترتعد، تعرف سيئة هذا وحسنة هذا، فلا تريد أن يتلاقيا فينتصر قابيل!
الأحداث متصاعدة، لكنك كمشاهد تريد أن توقف، تمنع حدث ما لن يعجبك أو سيخدش روحك إذا وقع، مثل سراب وحسام والخيانة التي تشق طريقها!
والطفل كنان حين شعر بالحب لأول مرة
ويوسف وآلامه
وصبا والمرار الذي تتجرعه
أما عن مروان وعائلته، فالبكاء أفضل!
الحديث عن سولاف معمار هنا لا يقتصر على دورها في المسلسل، باتت قديسة تمثيل!
إنك تتعاطف مع الجميع، تبكي معهم!
وهذا الوطن وطننا جميعاً الذي سلب منا ومازال يُسلب، وهذا الوحش كلنا نعرفه، فقد كان إنساناً مثلنا، لكنها الحرب تجعل الأشياء على غير عادتها..
يوضح لنا المسلسل ظاهرة الخوف من المجتمع ومع الحرب ما عاد المجتمع كما كان سابقاً، فسراب تظل تذكر ابنتها بالجمع في آخر كلماتها رغم أنهم يعيشون وحدهم في شارع فارغ إلا من عمارة يعيشها الغرباء عدا الطابق الأول.. نخرج من هنا بقاعدة: إذا تربينا على الخوف من المجتمع، سنظل نخاف حتى لو لم يعد هُناك مجتمع، وهذا ما تواجهه سراب!
حالة كنان تصوير جمعي لما حدث لأطفال سوريا، والتمثيل لهذا الشاب في مقتبل عمره صار جرحاً على شاشة التلفاز..
خال صبا ومروان وحش بصورة إنسان، أكرر ما قلته مسبقاً * لكنها الحرب تجعل الأشياء على غير عادتها* أو أن هذه عادته دائماً منذ ولادته، كتب في صحيفته وحش سينهش قلوب الناس! لكن هناك فرق بين قبل الحرب وبعد الحرب: قبل الحرب قد يكون شره كامناً، بعد الحرب طفت شروره على السطح.
نسيت أن أخبركم شيئاً: حتى بعز الحرب نحن نحتاج حباً.. نحتاج أن يكون ملجئنا حضناً.. وهذا كان واضحاً لنا مع بث عيون كاريس بشار "سراب" موهبة تمثيلها تصدر من عينيها.
الناس لبعضها في الشدة، رأينا سعيد بأدواره القليلة التي أبهجت قلوبنا لنشامته في مد يد العون، لكننا تعلمنا درساً آخر من أحداث المسلسل وهو الناس على بعضها في الشدة! ورأينا أبشع أوجه الإستغلال.
المسلسل يوضح لك الحياة ومدى ترابطها ببعضها، كل شخصية به تُمسك بحبل وتظن أنها تقود، ويتضح في جهة أخرى هُناك من يمسكه، وجهات أخرى متعددة هُناك من يمسك الخيط ويغلبه الظن أنه الغالب، حتى يجيء القدر ويفجر قنبلته، واحزروا في وجه من تنفجر!
في وجوهنا نحن المشاهدين!
درس المسلسل: ما بيعيش إلا القوي
الدنيا عم بتنسج قدرها علينا مثل طابة، أقدارنا متشابكة!
تعود الدراما السورية كجرح عميق في القلب، رغم أني غادرت الدراما السورية منذ سنين، لأني أتابع مسلسل الحرب الذي لا يتوقف عن انتاج الدماء، إلا أني أعود لأصفق للمخرج، للممثلين، ولكاتبة النص التي جعلت مني كالغريقة أسبح في فضاء الكلمات، أما عن صوت شكران مرتجى، فسيرافقنا في الجرح والندم، سنسمعه في خلوتنا لجلد الذات.
*هذا المسلسل درس كبير.
الدراما الناجحة هي التي تُغير المشاهد، تؤثر عليه، وفيه بالأكثر، لا تُنفره حدة الدراما كما اعتدنا على السوابق، بل تجذبه وتُثير في نفسه الكثير من الأسئلة.
هذا المسلسل أثار في نفسي رعباً حقيقياً من الحرب وما تخلفه من ويلات وآهات، وما تكشفه من أصناف البشر.
أنا مع أن الحرب وما حدث في سوريا لا تكفي له شاشة تلفاز لتعرضه، وتحاول أن تنقله، ومهما وظف الفن فتبقى صرخة الأم أعلى وأقسى وتجرح حناجرنا، ويبقى البحر أمامنا قاتلاً، والحدود لعنة، واللجوء جهنم كبرى.
لكني بكيت وأنا أشاهد هذا المسلسل، وصرخت وعذرت المذنبين ولعنت السياسة وتشكلت لدي فوبيا الحرب نهاية!
أما عن النص فهو جرح كبير، عن كل الذين عانوا، كاعصار يجرف كل من يسمع شرحه.
ترابط الأحداث يجعلك ترتعد، تعرف سيئة هذا وحسنة هذا، فلا تريد أن يتلاقيا فينتصر قابيل!
الأحداث متصاعدة، لكنك كمشاهد تريد أن توقف، تمنع حدث ما لن يعجبك أو سيخدش روحك إذا وقع، مثل سراب وحسام والخيانة التي تشق طريقها!
والطفل كنان حين شعر بالحب لأول مرة
ويوسف وآلامه
وصبا والمرار الذي تتجرعه
أما عن مروان وعائلته، فالبكاء أفضل!
الحديث عن سولاف معمار هنا لا يقتصر على دورها في المسلسل، باتت قديسة تمثيل!
إنك تتعاطف مع الجميع، تبكي معهم!
وهذا الوطن وطننا جميعاً الذي سلب منا ومازال يُسلب، وهذا الوحش كلنا نعرفه، فقد كان إنساناً مثلنا، لكنها الحرب تجعل الأشياء على غير عادتها..
يوضح لنا المسلسل ظاهرة الخوف من المجتمع ومع الحرب ما عاد المجتمع كما كان سابقاً، فسراب تظل تذكر ابنتها بالجمع في آخر كلماتها رغم أنهم يعيشون وحدهم في شارع فارغ إلا من عمارة يعيشها الغرباء عدا الطابق الأول.. نخرج من هنا بقاعدة: إذا تربينا على الخوف من المجتمع، سنظل نخاف حتى لو لم يعد هُناك مجتمع، وهذا ما تواجهه سراب!
حالة كنان تصوير جمعي لما حدث لأطفال سوريا، والتمثيل لهذا الشاب في مقتبل عمره صار جرحاً على شاشة التلفاز..
خال صبا ومروان وحش بصورة إنسان، أكرر ما قلته مسبقاً * لكنها الحرب تجعل الأشياء على غير عادتها* أو أن هذه عادته دائماً منذ ولادته، كتب في صحيفته وحش سينهش قلوب الناس! لكن هناك فرق بين قبل الحرب وبعد الحرب: قبل الحرب قد يكون شره كامناً، بعد الحرب طفت شروره على السطح.
نسيت أن أخبركم شيئاً: حتى بعز الحرب نحن نحتاج حباً.. نحتاج أن يكون ملجئنا حضناً.. وهذا كان واضحاً لنا مع بث عيون كاريس بشار "سراب" موهبة تمثيلها تصدر من عينيها.
الناس لبعضها في الشدة، رأينا سعيد بأدواره القليلة التي أبهجت قلوبنا لنشامته في مد يد العون، لكننا تعلمنا درساً آخر من أحداث المسلسل وهو الناس على بعضها في الشدة! ورأينا أبشع أوجه الإستغلال.
المسلسل يوضح لك الحياة ومدى ترابطها ببعضها، كل شخصية به تُمسك بحبل وتظن أنها تقود، ويتضح في جهة أخرى هُناك من يمسكه، وجهات أخرى متعددة هُناك من يمسك الخيط ويغلبه الظن أنه الغالب، حتى يجيء القدر ويفجر قنبلته، واحزروا في وجه من تنفجر!
في وجوهنا نحن المشاهدين!
درس المسلسل: ما بيعيش إلا القوي
الدنيا عم بتنسج قدرها علينا مثل طابة، أقدارنا متشابكة!
تعود الدراما السورية كجرح عميق في القلب، رغم أني غادرت الدراما السورية منذ سنين، لأني أتابع مسلسل الحرب الذي لا يتوقف عن انتاج الدماء، إلا أني أعود لأصفق للمخرج، للممثلين، ولكاتبة النص التي جعلت مني كالغريقة أسبح في فضاء الكلمات، أما عن صوت شكران مرتجى، فسيرافقنا في الجرح والندم، سنسمعه في خلوتنا لجلد الذات.
*هذا المسلسل درس كبير.
إرسال تعليق