يوميات ناجية

يوميات ناجية

إنها الخامسة والنصف فجراً، الحرب لم تعد ظاهرة بشكل جليً، إلا أنه يمكن توقع حضورها في أي وقت وعودة الصواريخ والنسف ليس للمباني فقط، بل لأحلام عادت تنبت من جديد.. 

ما ييقظني بالدرجة الأولى هو عطشي للماء، قصرت في حق نفسي ليلاً ونمت دون أن أسقي نفسي، وبالدرجة الثانية هي قطتي ليلة التي تريد تناول وجبتها التي اعتادتها على الفجر، ما تعود القطط عليه مصيبة، لأنها لن تغير عاداتها ببساطة، فإذا تأخرت على فطورها ستلاطفني بيديها في وجهي، ثم ستتجرأ وتعضني في وجهي عظة هينة كأنه تنبيه أخير.. 

أحب ليلة وحضورها في البيت وحاجتها لي وتمييزها عن الآخرين رغم أنها تلاعب الجميع ولكن عند عودتي من العمل، فإنها تركض نحوي..

أشرب النسكافيه بينما غراب على أحد المباني المقصوفة المجاورة ينعق وديك في حارة أخرى يصلني صوته، أمي من غرفتها يصلني سعالها، النهار يشق طريقه نحو يومنا، في سريري اقرأ رواية، أصل للصفحة 60 وأقول لنفسي أنا أكتب بطريقة أفضل، ولكن أنا تنقصني الثقة، مع ذلك سأفعلها يوماً ما وستقول كاتبة لم تشق طريقها بعد مثل قولي وهكذا حتى نروي ما نحمله داخلنا.. 

باقي اليوم سأكون معلمة لطلاب ذوي قدرات ونكات رائعة، ثم قارئة وفي نهاية اليوم إن لم أمت سأكتب بقية الحكاية.. 


Post a Comment

أحدث أقدم