![]() |
قررت مشاهدة الندم يوم إعلان الهدنة وكل ما جنيته الندم |
الزمن كان إحدى الشخصيات، حيث لعب الممثل سلوم حداد دور أبو عبده دوراً بطولياً مع خط الزمن، منذ رعب لحظة سيره في البيت، حتى عودته كهلاً لا يقوى على شيء، هي أكثر الشخصيات تأثيراً في نفسي، لطالما أردت أن أكون ابنة طيعة، لطالما نفرتُ من الأبناء القاسية قلوبهم، كنت أركض عن مشاهد رجفة يده وحشرة الدموع في صوته.. لا يمكن تحمل تجبر الزمن على جسد الإنسان الفاني بهذا الشكل.
عبده والسلطة نموذج تربية والد يُردد الأنا العليا حتى مات وإن كانت في النهاية هواناً على النفس لا تجبراً، وعبده الذي ينتهي المسلسل ولا نعرف خاتمة له إلا تلبس الخوف جلده، عبده الذي يُحب احتياج الآخرين له، هو في منطقة رمادية محروقة لا تميز أهو صادق فعلاً لكنه متجبر أم هو كذاب ماهر؟ أهو ابن صالح أم متماهي مع الأقوى مثلما تفرض السلطة، قال عروة عن أبيه في مذكراته أصدق قول: "يحب أن يتواضع ليحصل على مزيد من التسلط" وهذا ما ورثه عبده..
لطالما أعجبني فهم عروة -محمود نصر- لمن هم حوله، دون أي اسقاطات شخصية، دون أي ظلم، يُفسر ويُشرح الوجدان ثم يُرمم متأملاً الخير في النفس البشرية، لطالما أعجبني تمسكه بأن يبقى كما هو رغم أن الرياح عاتية وعرت كل من حوله حتى من جلودهم، وهو ثابت يكتسحه الألم من كل اتجاه، لكنه ثابت لا تهزه المواقف وهذا درس في البلاهة أم الصبر يا عروة؟
كنت سأكون مكان سهيل ولكنني لا أملك جرأة الرحيل ولا قدرة التحمل على العودة لبيت فارغ من الأحبة، جميعنا نحتاج متنفساً مثل سهيل..
انتهى المسلسل كما قد تنتهي الحياة: البقاء للأقوى
ويا حسرة علينا ولكن اللهم الثبات..
في الختام أنوه أنني لم أحب عروة العاشق، أحببت عروة الأخ، الصديق، الابن، والحياة لا تطاق.
إرسال تعليق