عمر ضايع يحسبوه ازاي عليا "عن كتاب متعة أن تكون في العشرين"

ما الذي دعاني لأمسك هذا الكتاب من رف المكتبة وقد بلغت من العمر ثمانية وعشرين عاماً؟ 

هل كانت مهمة انقاذ ما تبقى؟ 

أظنه الخيار الآخر، حيث كنت أشعر بملل وهاربة من تتبع حياة الأبطال في الروايات، الحقيقة أن بدايته نالت على اعجابي، فهو كتاب مقالات مترجمة، وبدايتها ناصرتني في قول إليزابيث جيلبرت "اعتنق الفوضى الرائعة التي هي أنت" ويمكنني التنقل بين الفصول لأن النصيحة لم تأت بوقتها! فقد مرت نصف حياتي تقديرياً..! 

ثم تباعاً بدأت أشعر أن المقالات ليست لي وأني كبيرة بما يكفي وأن هذه حياة سابقة ولا توجد لها فرصة أخرى، هنا شعرت بمقولة كتبتها في مذكرة الهاتف كعنوان مقال ونسيته والآن أتى وقته: 

لا داعي لمشاهدة أفلام الرعب، يكفيك بث الحياة

ثم أصابتني مشاعر مريرة،  وافترش الخوف صدري، وأيقظني من سبات الحياة، من هناء خادع  ليصطادني مكر الانتظار كثعلب كثير الالتفات نحو الأرانب التي تركض فرحة بلون برتقالي "خدعة الجزر". 

أعيش الحياة كأرنب يحاصره الثعلب وليلى، لم تعلمني أمي هذا، بلغت الثامنة والعشرين منذ شهر وكم يوم لا يهمني أن أحسبهم، منذ نشرت أمي أحزاني على حبل الهموم بجانبها، وأصبحت في مرمى الحياة، هدفاً أساسياً للعبثية، لسؤال عالق كل ليلة لماذا يُحاصرني الخوف من القادم والله موجود وأنا عبد يحاول أن يكون مطيعاً، عبد يرعبه خيال النار وتدمع عيناه للجنة، عبد آمن بالغيب ولكنه الخوف وطلب الاطمئنان الذي سبقني في طلبه الأنبياء.

أسئلة سددت ضربات شديدة في مرمى العمر

لم يسألني أحد "ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟" وتباعاً لم أصدق بوجود المستقبل، يوجد اليوم وفقط! كنت أصرف من عمري أياماً مهماً، لم يُنبهني عليها أحد، يمكنني اختصار حياتي القديمة بجملة لن يفهمها سوى من هم مثلي: 

لم أكن مهمة في حياتي، وهذا سر عذابي الآن، ألاحق نفسي وأسعى لنكون بخير سوياً.. 

لم يسألني أحد " ما هو التخصص الذي تفضله؟" والذي اخترته وحدي بناء على مهارة قديمة منذ الصغر قد يكون قتلها دكتور في الجامعة! 

(ما هو مصدر خوفك، ما هي مبادئك، من هم أصدقائك ...) والكثير من الأسئلة المهمة التي كان سيوجهني التفكير فيها لمسلك مغاير عن الذي أدوسه الآن كأنه جمر وأردد: ليس هذا ما أردته..

أحياناً طرح الأسئلة، هو طريق للجواب.. 

متعب أن تكون في العشرين 

حشرت الدنيا في حذائي وركضت، حين كنت أعود للبيت وأنا طفلة كانت العودة تمثل انتصاراً على الخارج، الآن باتت هزيمة من الداخل، ما زلت طفلة ولكني أجيد اطعام خوفي، وسفينتي التي أعدها المجتمع بلا شراع، والواجهة مخطوفة، عمري أثقل من الرقم المدون في الوثائق الرسمية، وإمتلك قائمة ندم رهيبة لا أرجو أن تورث لأجيال قادمة.. 

ماذا أفعل الآن على بعد خطوتين من الثلاثين؟ 

لا أسير على خطط، حياتي هي مزيج من أحلام وأوهام، لا أنُكر الفرح، ولكني بالون مخروم يحلم بالطيران، أحاول صنع انجازات ولكنها كلها بلا فائدة في نظري، أدرس الماجستير وأريد أن أنتهي منه، أعمل بشكل متقطع في مجال كتابة المحتوى، لا أضع جهدي بالكامل لأكون صريحة، ألفت كتاب يعكس حالتي الشعورية حول الحياة وشؤونها، لم يكمل قرائته المقربون رغم شعورهم بالفخر، وهذا شيء أعجز عن فهمه!! ولا أحتفظ به في البيت، ليس ضمن صدر المكتبة، ولا أعرف عن نفسي ككاتبة ولا أي من هذا.. أنا شيماء يارب وأنت تعرفني جيداً 

أريد أن أكون أنا 
وظبت حقائبي وانطلقت 
روحي طليقة 

امسح على قلبي يا رب العباد وطمني كي لا أحيا وأموت عبثاً، انفخ في روحي رضا وابعث فيّ شغف قديم لأسير نحوك وأنك وحدك الصاحب في هذه الدنيا التي تضج بالخوف.  

نصائح قليلة قد تُنقذ عمرك

  • يُمكنك أن تُغير الخطة أو تمزق التقويم
  • لا تُراهن على أحد 
  • لا تطرق أبوابًا لا تُفتح 











Post a Comment

أحدث أقدم